تجاوزت أسعار الكاكاو عتبة الـ 11 ألف دولار، مسجلة ارتفاعًا قياسيًا في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها صناعة الكاكاو بسبب تقلبات في الإمدادات والطلب. هذا الارتفاع يضع ضغوطًا إضافية على الشركات المصنعة والمستهلكين على حد سواء، مما يستدعي استراتيجيات جديدة لإدارة هذه الظروف التي قد تؤثر على الأسواق العالمية.
شهدت أسعار الكاكاو في بورصة نيويورك ارتفاعًا هائلًا، حيث وصلت إلى مستويات قياسية جديدة تجاوزت 11 ألف دولار للطن المتري، وهو ما لم تشهده من قبل. يأتي هذا الارتفاع في ظل استمرار وتيرة المعالجة القوية في مصانع الشوكولاتة، رغم الأزمة العالمية للعرض والأسعار المرتفعة بشكل غير مسبوق.
بحسب البيانات الصادرة يوم الخميس، فإن عملية “طحن الحبوب”، وهي العملية التي يتم فيها تحويل الكاكاو إلى زبدة ومسحوق يستخدمان في صناعة الحلويات، قد شهدت تراجعًا بنسبة 2% فقط في أوروبا خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما شهدت آسيا انخفاضًا طفيفًا في طحن الحبوب خلال نفس الفترة.
شاهد أيضاً: أكبر خمس دول منتجة ومصدرة لحبوب الكاكاو على مستوى العالم
وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف في طحن الحبوب، فقد ارتفعت أسعار الكاكاو بأكثر من الضعف خلال الربع الأول من العام الحالي، ويرجع ذلك إلى نقص الإمدادات العالمية نتيجة تضرر المحاصيل في غرب إفريقيا، وهي المنطقة الرئيسية لإنتاج الكاكاو.
يُنصح بمراقبة سوق الكاكاو بعناية من خلال تحليل بيانات المعالجة لتقييم تأثير الارتفاع غير المسبوق في الأسعار على الطلب على الحبوب السمراء، ولفهم مدى التحديات التي تواجه شركات تصنيع الشوكولاتة في الحصول على هذه الحبوب.
سجلت العقود المستقبلية في بورصة نيويورك قفزة قياسية بلغت 11%، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 11126 دولارًا للطن المتري، وهي أكبر قفزة يومية منذ أكثر من شهر. كما ارتفع العقد الأكثر تداولًا للكاكاو في بورصة لندن بنسبة تقترب من 11%.
وفي هذا السياق، أشار بول جولز، المحلل في “رابوبنك” في لندن، إلى أن أرقام الطحن “تشير إلى أن الطلب لا يزال قويًا في الوقت الحالي على الرغم من الأسعار المرتفعة. من المتوقع أن يحدث انخفاض في الطلب في وقت لاحق، لكن الوضع يبدو متينًا حاليًا ومن المحتمل أن يستغرق بعض الوقت قبل أن تستجيب السوق لتلك الأسعار العالية بشكل كامل”.
ومن المتوقع أن تتعرض إمدادات الكاكاو للمزيد من الضغوط نتيجة الفيضانات التي ضربت نيجيريا، وهي خامس أكبر منتج للكاكاو في العالم. ومن المحتمل أن تتسبب هذه الفيضانات في اضطرابات في الزراعة أثناء موسم الحصاد، مما قد يزيد من تفاقم أزمة العرض العالمية.
