في عالم مليء بالضغوط والتحديات اليومية، يمكن أن يصبح التفكير المفرط عادة مزعجة تؤثر سلبًا على جودة حياتنا، كثيرًا ما نجد أنفسنا غارقين في دوامة من التفكير المفرط، حيث نعيد تحليل كل قرار، ونتساءل عن كل خيار، ونقضي وقتًا طويلاً في التأمل في “ماذا لو” و”أتمنى لو”، ولكن، هناك طرق بسيطة وفعّالة يمكننا اتباعها لتقليل هذه العادة السلبية واستعادة السيطرة على أذهاننا، من تغيير ما نقوله لأنفسنا إلى التخلص من الأفكار القديمة، يمكننا تبني استراتيجيات تساعدنا على العيش بسلام أكبر والتركيز على اللحظة الحالية.
شاهد أيضاً: ما هي التحديات التي يواجهها رواد الأعمال؟
6 طرق سهلة للتوقف عن التفكير المفرط في كل شيء
1. غيّر ما تقوله لنفسك
هل أنت من النوع الذي يقول بصوت عالٍ دائماً: “أوه، أنا فوضوي للغاية، لا أستطيع أن أكون في الموعد” أو “لا أستطيع أبداً الاستيقاظ في الصباح”؟
تخيل ماذا! ستظل دائماً متأخراً عن كل شيء في حياتك وستظهر كأنك دائم التعب والنعاس. لماذا؟ ببساطة لأنك تصبح ما تقوله لنفسك، أنت ما تكرره لنفسك وما تصف به نفسك، كل تجربة وكل فعل تقوم به هو نتيجة لهويتك والمعتقدات التي تكمن وراءها، لذا، إذا كنت دائماً تقول لنفسك: “أنا مفرط في التفكير”، “لدي أفكار كثيرة جداً”، “أشعر بالقلق كثيراً لأنني مشغول جداً بالتفكير” أو “أنا لا أتخذ قرارات جيدة وأضيع في أفكاري”، فإنك تفعل أكثر من مجرد ضرر.
توقف عن تقليل من شأن نفسك وغيّر ما تقوله لنفسك. اعترف بمعتقداتك المحدودة وتوقف عن التعبير عنها، استبدل تلك الأفكار السلبية بأفكار إيجابية وممكنة وقل لنفسك دائماً: “أنا أتحكم في عواطفي” و”أفكر بوضوح”، من خلال تغيير تصوراتك عن نفسك، تتوقف عن كونك المفكر المفرط الذي تعتقد أنك عليه.
2. اترك الماضي
يميل الأشخاص المفرطون في التفكير إلى التمحيص في الماضي. يتفكرون في القرارات والأفعال، يركزون طاقتهم على “ماذا لو” و”أتمنى لو”، وغالباً ما يفشلون في إدراك أن ذلك يأخذهم بعيداً عن العيش في اللحظة الحالية، غالباً ما يحللون أصغر التفاصيل أو الاحتمالات ودوافع الآخرين، ويجدون أنفسهم غير قادرين على المضي قدماً حتى يفهموا وجهة نظر الشخص الآخر، يصبحون أحياناً غارقين في أفكارهم لدرجة أنهم ينسون تناول الطعام أو الذهاب إلى الحمام أو التفاعل مع العالم من حولهم.
من المهم أن تترك الماضي لأن هذه الدورة غير المنتهية من التفكير المفرط يمكن أن تكون مرهقة! في المرة القادمة التي تنتقل فيها إلى وضع التفكير المفرط، قل لنفسك ببساطة أن تستفيد من الدروس المستفادة من الماضي لاكتشاف نفسك والتعلم من تجاربك.
3. دون أفكارك
في اللحظة التي تبدأ فيها التفكير المفرط، قم بكتابة أفكارك في دفتر ملاحظات. الكتابة أفضل من التفكير المفرط لأن الأولى تجعلك تصبح أكثر وعيًا بما يدور في رأسك، تفهم أفكارك وتبدأ في إدراك لماذا كانت تلك الأفكار تزعج خلايا دماغك.
ليس من السهل الكتابة عندما تكون في حالة تفكير مفرط على السرعة الخامسة، يتطلب الأمر ممارسة، تساعد الطقوس اليومية مثل تدوين الملاحظات، التأمل، والكتابة في الحفاظ على السيطرة على عقلك، هذا يسمح لك بالعيش في اللحظة الحالية، كما يساعد على تقليل التوتر، وتحسين التركيز، وزيادة الوعي، وهذا بدوره يقلل من التفكير المفرط إلى حد كبير.
4. اترك ما لا يمكن التحكم فيه
عندما يشغلك شيء ما، خذ خطوة إلى الوراء واسأل نفسك: “هل أستطيع تغيير أو التحكم في ما يحدث؟” فإذا فشلت في الإيجاب، توقف عن التفكير المفرط واترك الأمر للقوى الأخرى، سيساعدك هذا في تحويل تركيزك من ما لا يمكنك التحكم فيه إلى ما يمكنك التحكم فيه، عندما ندرك شيئًا لما هو عليه، نتوقف عن إضاعة الوقت والطاقة في القلق بشأنه وبدلاً من ذلك لدينا الحرية في التركيز على الأشياء التي يمكننا التحكم فيها، وهذا لا يساعد فقط في تخفيف القلق ولكن أيضًا يساعدنا على اتخاذ إجراءات وإحراز تقدم في اللحظة الحالية.
عندما تجد نفسك في موقف لا يمكنك التحكم فيه أو تغييره، فإن أفضل شيء يمكنك القيام به هو التعرف على ذلك والتوقف عن التفكير المفرط بشأنه، إذا ارتكب شخص ما خطأ، على سبيل المثال، من الأفضل عادة عدم قضاء وقتك وطاقة في الهوس بذلك، بدلاً من ذلك، اعترف بأن الوضع خارج عن سيطرتك، وتوقف عن محاولة تغييره أو التحكم فيه.
5. كن شخصًا عمليًا
التفكير المفرط هو عادة عقلية حيث تقوم بإعادة تشغيل الموقف في ذهنك، تتأمل وتحلل كل التفاصيل، يمكن أن يؤدي هذا إلى شعورك بالتردد. لقد سمعت هذا مليون مرة من قبل: “فقط استرخ، وعد إلى الحاضر،” ولكن عندما تكون في وسط مشكلة صعبة، يكون من الصعب إيقاف دماغك المفرط في التفكير والعودة إلى المشكلة الحالية.
حتى وإن شعرت أن قطار أفكارك قد انحرف عن مساره، فإن القدرة على تحديد متى يتداخل تفكيرك مع تقدمك هو الخطوة الأولى لتجاوز ذلك، لأن بمجرد أن تدرك أن تفكيرك المفرط يتسبب في ترددك وفقدانك الزخم، يمكنك تعلم كيفية التعرف عليه، وقصه، والعودة إلى المسار الصحيح.
6. اقضِ وقتًا في الطبيعة
العقل البشري هو آلة معقدة، وليس من الواضح ما إذا كان التعرض للبيئة الطبيعية له تأثير مباشر على كيفية عمله، لكن هناك عددًا متزايدًا من الدراسات التي تشير إلى أن قضاء الوقت في مناطق هادئة قريبة من الطبيعة قد يكون له فوائد كبيرة على كيفية عمل العقل، على سبيل المثال، وجدت دراسة نُشرت في مجلة British Journal of Health Psychology أن الأشخاص الذين قضوا وقتًا في مناطق هادئة قريبة من الطبيعة كان لديهم نمط تفكير أكثر هدوءًا من الأشخاص الذين قضوا وقتًا في المناطق الحضرية، قد يجعل هذا الناس أكثر انفتاحًا على تجارب وأفكار جديدة.
أجريت الدراسة من قبل جامعة ويسكونسن-ماديسون، وقسمت المشاركين إلى مجموعتين: تم أخذ مجموعة في نزهة في الطبيعة، بينما تم أخذ المجموعة الأخرى في نزهة عبر مبنى، أظهرت المجموعة التي ذهبت في نزهة في الطبيعة نشاطًا أكبر في جزء من الدماغ المرتبط بالتركيز والقدرة على التركيز، كما وجدت الدراسة أن المشاركين الذين كانوا في نزهة في الطبيعة كان لديهم إحساس أكبر بالرفاهية مقارنةً بأولئك الذين كانوا في نزهة عبر المبنى، على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث أن الأشجار يمكن أن تجعل الناس يشعرون بنمط تفكير أكثر إيجابية، مما يمكن أن يؤدي إلى تقليل التوتر والقلق.
لذا، كل ما تحتاجه هو نزهة في الحديقة للتخلص من كل هذا القلق الذي يجعلك تفكر بشكل مفرط. آمل أن تكون هذه الطرق الستة سهلة في مساعدتك على التوقف عن التفكير المفرط في كل شيء صغير.
شاهد أيضاً:
استراتيجيات فعّالة لخفض تكلفة الحصول على العملاء المحتملين للشركات الصغيرة
تزايد معدل مشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة
“نايكي” تخفض 2% من قوتها العاملة ترشيداً للنفقات