من المتوقع أن يتسبب انهيار جسر فرانسيس سكوت كي في بالتيمور في مطالبات تأمينية تصل إلى مليارات الدولارات، حيث قدر أحد المحللين هذه المطالبات بما يصل إلى 4 مليارات دولار، مما يجعل هذه المأساة خسارة قياسية في صناعة التأمين على الشحن.
وما زال هناك ستة أشخاص في عداد المفقودين بعد اصطدام سفينة حاويات ترفع علم سنغافورة بالجسر يوم الثلاثاء الماضي، مما أدى إلى تدمير هذا الرمز التاريخي وإغلاق واحدة من أكثر الموانئ الأميركية ازدحامًا.
وعلى الرغم من عدم وضوح موعد إعادة فتح ميناء بالتيمور بعد، فإن شركات التأمين والمحللين يقومون الآن بتقدير الخسائر المحتملة التي ستتكبدها شركات التأمين في عدة مجالات من بينها العقارات، والبضائع، والخدمات البحرية، والمسؤولية المدنية، والائتمان التجاري، وانقطاع الأعمال المفاجئ.
وفقًا لتصريح ماركوس ألفاريز، المدير الإداري لتصنيفات التأمين العالمية في مورنينجستار دي بي ار اس، يمكن تقدير إجمالي الخسائر المؤمن عليها نتيجة لانهيار جسر فرانسيس سكوت كي في بالتيمور بين ملياري دولار و4 مليارات دولار. هذا التقدير يعتمد على فترة الإغلاق المتوقعة وطبيعة التغطية المقدمة لتعطيل الأعمال في ميناء بالتيمور.
وأضاف ألفاريز أن الخسائر المتوقعة من هذه المأساة من المرجح أن تتجاوز الخسائر المؤمن عليها القياسية التي نجمت عن كارثة سفينة الرحلات البحرية الفاخرة كوستا كونكورديا في عام 2012.
وأشار إلى أن هذه الكارثة ستضع ضغوطًا تصاعدية على أسعار التأمين البحري على مستوى العالم، حيث يمكن توقع زيادة في التكاليف وشروط التغطية نتيجة للخسائر الكبيرة المتوقعة التي ستتكبدها شركات التأمين.
مطالب بمليارات الدولارات
وأشارت ماتيلد جاكوبسن، المديرة الأولى للتحليلات في وكالة تصنيف التأمين إيه أم بيست، إلى أن المطالبات المتوقعة من المرجح أن تصل إلى “مليارات الدولارات”.
وفي بيان أصدرته المجموعة الدولية بي & أي (نوادي الحماية والتعويض)، أكدت أن السفينة المسماة دالي، التي اصطدمت بالجسر، كانت مؤمنة مع النادي. وأضافت أنها تعمل بشكل وثيق مع مدير السفينة والسلطات ذات الصلة “للتأكد من الحقائق وللمساعدة في ضمان التعامل مع هذا الوضع بسرعة وبشكل مهني”.
تغطي شركات تأمين الحماية والتعويض، المعروفة باسم نوادي الحماية والتعويض، التأمين على السفن بما في ذلك الأضرار والإصابات البيئية البحرية.
ويقوم أعضاء المجموعة الدولية بي & أي بتقديم تأمين لحمولة المحيطات في العالم بنسبة تقارب 90 في المئة، كما يشارك أعضاء نوادي الحماية والتعويض في إعادة التأمين المتبادل بعضهم البعض، حيث يتم تقاسم أقساط التأمين التي تزيد عن 10 ملايين دولار.
ووفقًا لتصنيف إيه أم بيست، فإن المجموعة تمتلك فائضًا في تغطية إعادة التأمين للخسائر يبلغ قيمته 3.1 مليار دولار.
وأوضح براندان هولمز، المحلل في وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية، أن حوالي 80 شركة إعادة تأمين مختلفة قدمت تغطية لشركات التأمين على السفينة. وأشار إلى أنه على الرغم من توقعات بارتفاع إجمالي المطالبات، إلا أنه من غير المرجح أن تكون كبيرة بالنسبة لشركات إعادة التأمين الفردية نظرًا لتوزيعها على العديد من الشركات.
وأفادت شركة تحليل البرمجيات الاقتصادية (IMPLAN) بأن التقديرات الأولية لتكلفة إعادة بناء الجسر، والتي من المتوقع أن تدفعها الحكومة الفيدرالية، تصل إلى 600 مليون دولار.
من جهته، قد يؤدي إغلاق الميناء لمدة شهر واحد فقط إلى خسائر إجمالية تبلغ 28 مليون دولار لولاية ماريلاند.
وأشار جوليان هورن، الشريك في شركة الموانئ والمحطات والخدمات اللوجستية في شركة ماكجيل للتأمين، إلى أن الاضطراب الاقتصادي والألم الذي سيشعر به الشركات والأفراد في ماريلاند ومنطقة بالتيمور الاقتصادية سيكون واسع النطاق، ومن المرجح أن يستغرق سنوات لفهم المتضررين وتعويضهم بشكل كامل.
شاهد أيضاً:
المغرب يبدأ تصنيع بطاريات السيارات محليًا
سهم تسلا يقفز بحوالي 4% بعد رفع سعر موديل واي في أمريكا
للمرة الأولى … أصول المصارف الإسلامية في الإمارات تتجاوز 190.6 مليار دولار في 2023
انهيار عملة البيتكوين إلى 65000 دولار يؤدي إلى تصفية أكثر من 400 مليون دولار