سجل المغرب إنجازًا تاريخيًا في مجال السياحة خلال العام الماضي، حيث أعلنت وزارة السياحة الخميس أن عدد الوافدين بلغ 14.5 مليون سائح، كما وأوضحت الوزارة في بيان أن هذا الرقم يشكل زيادة بنسبة 34 في المئة مقارنة بالعام السابق، وأن شهر ديسمبر شهد إقبالًا غير مسبوق، حيث وصل عدد السياح فيه إلى 1.3 مليون زائر.
يأتي هذا الإنجاز بعد تأثر القطاع السياحي في المغرب بشكل حاد بسبب جائحة كوفيد-19، حيث كانت البلاد قد سجلت رقمًا قياسيًا سابقًا في عام 2019 بـ 13 مليون سائح. ورغم التحديات الجيوسياسية العالمية، فإن هذا الإنجاز يعزز جاذبية المغرب كوجهة سياحية محبوبة.
وفيما ارتفع عدد الزوار الأجانب بنسبة 41 في المئة، شكل المغاربة المقيمون في الخارج 51 في المئة من إجمالي السياح، مما يشير إلى تحسن الوضع السياحي داخل البلاد. وتوقعت وزارة السياحة استمرار هذه الدينامية خلال العام الجاري، خاصة بعد تسليط الضوء على المغرب في كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022.
وفي ظل هذا التحسن الملحوظ، يتوقع المسؤولون في قطاع السياحة أن يشهد العام الحالي استمرارًا للانتعاش، مع التركيز على جذب أسواق جديدة وتعزيز الترويج للوجهات المغربية. يشكل السياح الأوروبيون عادة نسبة كبيرة من الوافدين على المملكة، ومن المتوقع أن يستمر تحقيق النجاح في جذب هذه الفئة من السياح.
تعد السياحة حجر الزاوية في اقتصاد المغرب، وتسهم بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. يُعَدّ الرقم القياسي الجديد في عدد السياح خلال عام 2023 إشارة إيجابية إلى قدرة المغرب على التكيف والتعافي من التحديات الصعبة.
من المتوقع أن يسهم انتعاش القطاع السياحي في تعزيز الأوضاع الاقتصادية العامة في المغرب، كما يمكن أن يسهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان وتعزيز التنمية المستدامة في مختلف المناطق البلاد.
يُذكر أن السياحة تعدُّ قطاعًا أساسيًا في الاقتصاد المغربي، حيث تسهم بنسبة 7 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي.