تتجلى الحياة أمامنا بمجموعة متنوعة من التجارب واللحظات التي تمنحنا دروسًا لا تقدر بثمن، وتمتد هذه الرحلة المليئة بالتجارب عبر مختلف المجالات والمواقف، وتعلمنا في كل مرة شيئًا جديدًا عن الذات وعن العالم من حولنا، فإن استيعاب تلك الدروس وتطبيقها يشكل جزءًا أساسيًا من نمونا الشخصي وتطورنا، لذا يجب أن نكون مستعدين لاستقبال هذه الدروس والاستفادة منها في أقرب وقت ممكن، فهي تشكل بناءًا لمستقبلنا وتوجهنا نحو رحلة أكثر إشراقًا ووعيًا في طريقنا إلى التطور والتحول.
فعندما تلدغك أفعى تحقنك بالسم وتنزلق بعيدًا، وتظل في الألم طالما يستمر السم، بينما تسير الأفعى ولا تتذكر حتى أنها لدغتك، فالغفران هو فعل إزالة السم والتخلص من الألم المستمر، ومع ذلك فمن المهم أن نتذكر أنه ولو تم إزالة السم وذهب الألم، فالأفعى لا تزال أفعى لذا، الغفران لا يعني النسيان، فمن المهم أن تكون حكيمًا بما يكفي لتجنب وضع نفسك في حضور الأفعى مرة أخرى.
قال الفيلسوف الصيني كونفوشيوس مرة واحدة: “نمتلك جميعًا حياتين، الثانية تبدأ عندما ندرك أن لدينا حياة واحدة فقط”
في هذا العام، أدركت أنني كنت أعيش حياتين منفصلتين، وحان الوقت لبدء العيش بالحياة الثانية، ولمدة أربعين عامًا طويلة، فكنت أنتظر بصبر على هامش الأحداث لتغيير الأمور، ومع ذلك، فهمت أن حياتي لن تأخذ منعطفًا إيجابيًا إلا إذا توقفت عن الانتظار وبدأت العمل.
فالعيش بحالة من الطوارئ ليس مجرد الحركة السريعة، بل هو العيش بكامل وجودك، ففهم أن الوقت محدود، وعش الحياة على أكمل وجه بإعطاء الأولوية للناس على الأشياء وفهم قيمة الوقت، فلا تدع الحياة تمر من دونك، فقم بالنهوض وابدأ في عيش أحلامك اليوم.
2- كن مسؤولاً عن حياتك:
“ما لم تفوز في اليانصيب أو ترث مليون دولار، لا أحد سيأتي ليسلمك أي شيء”
تولى مسؤولية حياتك وتوقف عن الانتظار من الآخرين، فالقوة لتغيير ظروفك تكمن بداخلك، فابدأ بالإجابة على هذه الأسئلة الثلاث:
ماذا ترغب في تحقيقه في الحياة؟
ما الذي يجعلك سعيدًا؟
ما الأنشطة التي تضعك في حالة تدفق؟
افعل المزيد مما يجعلك سعيدًا وانغمس فيه دون أن تلاحظ مرور الوقت أثناء القيام به.”
3- لا أحد سيأتي لإنقاذك:
أعطى سيث جودين مرة واحدة نصيحة قيمة لبرايان إليوت، مبتكر برنامج Behind the Brand، قبل بضع سنوات، فكان إليوت، الذي تم تبنيه يبحث عن والدته البيولوجية لمدة 30 عامًا، ولكن عندما وجدها أخيرًا، رفضت رؤيته، وتأثر إليوت كثيرًا، فاستقال من وظيفته وبدأ رحلة اكتشاف الذات.
فعندما علم سيث جودين أن إليوت يواجه صعوبات في كسب لقمة عيشه، فأعطاه نصيحة غيّرت حياة إليوت وحياتي أيضًا، وقال: “لا يوجد أمير ساحر في هذه القصة؛ لا يوجد قارب إنقاذ، ولا أحد سيأتي، توقف عن الانتظار لتختار واختر نفسك.”
4- لا تتبع قطيع الغنم:
غالبًا ما تقوم المجتمعات بتشكيلك لتناسب التوقعات وتتبع التعليمات دون تساؤل السلطة، فطوال التاريخ، تعلمنا أن أن نكون جزءًا من مجموعة يمكن أن يوفر لنا الأمان ويزيد من فرصنا في البقاء، بينما تغيرت الأوقات وتطورنا، فإن ذلك الشعور بالانتماء والدعم لا يزال شيئًا نبحث عنه.
فاحتضن تفردك وكن حرًا من الحشد، فقد يبدو العادي آمنًا، لكن الاستثنائي هو المكان الذي يحدث فيه العظمة الحقيقية، وتذكر، لست مخصصًا للاندماج؛ إنما ولدت لتبرز.
5- توقف عن الحكم وكن فضوليًا:
“إذا كنت مستعدًا للفضول والاستفسار، فستجد العالم ضخمًا ومليئًا بالفرص والمعرفة التي تنتظرك لاكتشافها”
فالفضول لا يفترض أنه يعرف الإجابة، والفضول لا يقيم ما إذا كان شيء جيدًا أم سيئًا، فالفضول لا يملك رأيًا، والفضول يولي اهتمامًا، ويجعلك تدخل في حالة تدفق، والتدفق يحقق ما تريد في الحياة.
فتعامل مع كل شيء بعقل مفتوح، وامتنع عن الحكم على الأشياء بأنها جيدة أو سيئة، وبدلاً من ذلك، عش الفضول وابحث عن تعلم المزيد عن كل شيء تواجهه.
الفضول يقول: :” أحتاج إلى مزيد من المعلومات.” مقابل أن الحكم يقول: “افتراضاتي هي كل المعلومات التي أحتاجها.”
الفضول يقول: “أنا مهتم.” مقابل أن الحكم يقول: “أنا قلق.”
الفضول يقول: “أنا مفتوح.” الحكم يقول: “أنا مغلق.”
فالسحر يحدث في منطقة الفضول.
6- المال ليس شرًا:
الاعتقاد بأن المال هو جذر كل شر مضلل فتمكن من نفسك لتحقيق فرق في العالم، وتعلم كيفية كسب المزيد من المال يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على حياتك وعائلتك ومجتمعك وأبعد من ذلك، وكما ينصح أندرو ماثيوز بحكمة، “أفضل شيء يمكنك فعله للفقراء هو أن لا تكون واحدًا منهم.”
فالمال هو أداة قوية يمكن أن تساعدنا في خلق تغيير إيجابي في العالم، يمكن أن يبني منازل ومستشفيات وملاجئ ومدارس وما إلى ذلك، فلا تدع الخوف يعيقك عندما يتعلق الأمر بكسب المال، وتذكر أن المال يمكن أن يكون أداة قوية عندما يستخدم بحكمة.
7- اغفر للجميع ولكل شيء:
“الغفران ليس هو العدالة؛ إنما عن الحرية، وتحمل المسؤولية عن سعادتك بدلاً من تركها في أيدي شخص آخر.”
قضى باتريك تشاموسو 17 عامًا مع نيلسون مانديلا في سجن روبن آيلاند للسجناء ذوي الخطورة القصوى في كيب تاون، جنوب أفريقيا، وشارك تشاموسو قصة ملهمة حول كيفية تعامل مانديلا مع الغفران، ووفقًا لتشاموسو، فأكد مانديلا على أهمية الغفران، ولكن ليس بالمعنى التقليدي، فالغفران لم يكن مجرد عفو لأولئك الذين ظلمونا، بل كان يتعلق بتحرير الألم من قلوبنا وتركه يذهب.
ولكن ماذا يعني هذا بالضبط؟ أي ألم يجب أن نتخلص منه، وكيف نتركه يذهب؟ أشار مانديلا إلى الألم كالمعاناة التي تنشأ من ميولنا للحكم على الآخرين.
ولتوضيح ذلك، اعتبر مثالًا لو أصبت بشوكة في يدك أثناء اقتناء ورد من شجرة الورد، فهل ستقضي وقتًا أكثر في إلقاء اللوم على شجرة الورد أم في محاولة إزالة الشوكة من يدك؟
فاغفر للآخرين وتقدم في حياتك، وتعلم أن تقبل الماضي، وبغض النظر عن ما كان، واحتضان الحاضر، بغض النظر عن ما يكون.