الثلاثاء, سبتمبر 17, 2024

8 مفاهيم خاطئة حول الذكاء الاصطناعي … تعرف عليها

بصدور العديد من البرامج والخدمات المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن بينها الروبوتات الدردشة مثل “ChatGPT”، ظهرت العديد من الفهم الخاطئ حول هذا الموضوع، حيث بدأت التكنولوجيا الحديثة تلقي بظلالها على المستقبل، ومعها جاءت توقعات وتصورات غير دقيقة حول قدرات الذكاء الاصطناعي وتأثيره في حياتنا اليومية، ويشمل ذلك مخاوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي على العالم، إضافة إلى التصورات المتشائمة حول استبدال البشر بالروبوتات في مجالات العمل.

وتعتبر هذه المفاهيم الخاطئة عائقًا أمام استفادة الناس الكاملة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي. من خلال توضيح وتصحيح هذه الأفكار السائدة، يمكن للأفراد فهم الواقع الحالي لتلك التكنولوجيا والاستفادة منها بشكل أفضل.

فيما يلي ثماني مفاهيم خاطئة شائعة حول الذكاء الاصطناعي ✔︎

✘✗ الذكاء الاصطناعي يطابق تماماً الذكاء البشري أو أفضل منه:

الاعتقاد الشائع بين البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يطابق بشكل تام أو حتى يفوق الذكاء البشري هو مفهوم خاطئ، رغم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تبدو مذهلة في إتقان بعض المهام والتفاعل بطريقة ذكية، إلا أن هذا لا يعكس وجود وعي أو فهم عميق مشابه للبشر.

الذكاء الاصطناعي يستند إلى البرمجة والخوارزميات لأداء المهام، وعلى الرغم من أنه يتعلم من البيانات ويتحسن مع الوقت، فإنه لا يمتلك القدرة على التكيف المرن مع مواقف جديدة بنفس الطريقة التي يفعل فيها البشر. الإنسان يمتلك فهمًا عميقًا للعالم، وقدرة على التكيف مع التحديات الجديدة وتعلم من الخبرات بشكل فردي.

بالمقارنة، الذكاء الاصطناعي يبدو ذكيًا في إطار مهمة محددة ولكن يعتمد على برمجته وتدريبه الأولي، ولا يمكنه التفاعل بنفس الاستجابة المتعددة الأبعاد التي يمتلكها الإنسان. بالتالي، يجب فهم الاختلافات الأساسية بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري لتحديد توقعاتنا من هذه التكنولوجيا المتقدمة.

الذكاء الاصطناعي

✘✗ بسبب الذكاء الاصطناعي سيفقد البشر وظائفهم

بسبب التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، يتوقع خبراء اقتصاديون أن حوالي 44% من المهارات العاملة ونحو 300 مليون شخص على مستوى العالم سيفقدون وظائفهم خلال الخمس سنوات القادمة، حيث من المتوقع أن يحل الذكاء الاصطناعي محلهم.

مع ذلك، يشير تقرير لجنة برلمان الاتحاد الأوروبي المكلفة بدراسة إمكانيات الذكاء الاصطناعي إلى رؤية مختلفة، حيث يعتبرون أن هذا التقدم التكنولوجي يمكن أن يسهم في تحسين مجالات عديدة، مثل الرعاية الصحية وسلامة وسائل النقل.

ويتوقع أن يقدم الذكاء الاصطناعي تحسيناً كبيراً في قطاعات مثل الرعاية الصحية، حيث يمكن استخدامه في تشخيص الأمراض وتقديم رعاية شخصية فعالة. كما يمكن توظيفه في ميدان النقل لجعله أكثر أماناً وفعالية.

علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تسهيل وصول الناس إلى المعلومات بشكل أفضل، ويقدم إمكانيات هائلة في التعليم والتدريب. وفي مجال معالجة البيانات الضخمة، يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي دور كبير في تحليلها بشكل أسرع وأكثر فعالية.

من جهة أخرى، يؤكد بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي، بالرغم من أنه قد يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف، سيساهم أيضاً في إنشاء فرص جديدة. يُتوقع إنشاء حوالي 97 مليون وظيفة جديدة نتيجة للتطورات في هذا المجال، وهو ما قد يساعد في تعويض الفجوة التي ستحدث بسبب الوظائف المفقودة.

على الرغم من ذلك، يتوقع أن يكون تأثير الذكاء الاصطناعي متفاوتًا حسب القطاع، حيث ستكون بعض الوظائف قابلة للأتمتة أكثر من غيرها. ومع ذلك، يظل من غير المرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر في الوظائف التي تتطلب خصائص إبداعية وتعاطفًا وتفاعلًا بشريًا.

الذكاء الاصطناعي

✘✗ الذكاء الاصطناعي مثالي

رغم أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تمر بتدريب ضخم على البيانات، إلا أنها ليست خالية من الأخطاء. قد تظهر روبوتات الذكاء الاصطناعي نتائج غير دقيقة أو متحيزة أو ناقصة، وذلك نتيجة لخلل في البيانات التي تم تدريبها عليها أو بسبب سوء الاستخدام من قبل البشر.

تظهر بعض الصعوبات الأخرى عندما يتعلق الأمر بفهم المشاعر والسلوك البشري، حيث تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي محدودة بمجموعة من القواعد والقيود، ولا تزال قدرتها على الإبداع محدودة. يمكن أن تواجه صعوبات إذا كانت المهام المطلوبة منها لا تمتلك بيانات كافية أو إذا لم تكن قادرة على التفكير “خارج الصندوق” كما يمكن للبشر القيام.

بالتالي، يُظهر الذكاء الاصطناعي تحديات في التعامل مع الأوضاع الغير معتادة وفي فهم التعقيدات البشرية مثل المشاعر والسلوك. يجب علينا أن نكون حذرين من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي دون النظر إلى حدوده وضرورة إشراك الإنسان في عمليات اتخاذ القرار.

✘✗ الذكاء الاصطناعي مرتبط بروبوتات الدردشة وتصميم الصور والفيديو فقط

رغم أن الذكاء الاصطناعي يرتبط في الأذهان غالباً بروبوتات الدردشة وتصميم الصور والفيديو، إلا أن نطاق استخدامه يتجاوز هذه الجوانب بكثير. يظهر تأثيره البارز في مجالات متنوعة تشمل التجارة الإلكترونية، حيث يمكن استخدامه في توصيات التسوق وكشف الاحتيال، وحتى في الرعاية الصحية، حيث يساهم في تحليل الصور الطبية وتخصيص العلاج الشخصي.

في الموارد البشرية، يسهم الذكاء الاصطناعي في فحص السير الذاتية وتصنيف المرشحين، ويُستخدم أيضاً في روبوتات الدردشة لتسهيل عمليات التواصل. في مجال الزراعة، يُستفاد منه في مراقبة نمو المحاصيل وتحسين إدارة الحصاد.

وفي ميدان الألعاب، يشكل الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في تطوير الألعاب وتحليل سلوك اللاعبين. وفي التنقل، يُستخدم لرسم خرائط الطرق وتحليل حركة المرور. وفي التعليم، يُسهم في تطوير تقنيات التعلم الآلي وتقييم الطلاب.

كما يلعب دورًا في تحسين خدمات الاتصالات، سواء عبر تقديم مساعدة افتراضية وخدمة العملاء أو تحسين أنظمة الشبكة. وفي المجال المالي، يُستخدم لكشف الاحتيال وتقييم المخاطر وإدارة الاستثمار.

وأخيراً، في مجال التعرف على الصور، يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه وتصنيف الصور بشكل ذكي. ببساطة، يُظهر الذكاء الاصطناعي قدرته على تحسين الكفاءة وتوفير حلاول مبتكرة في مجموعة واسعة من المجالات.

✘✗ الذكاء الاصطناعي يعتمد على الخوارزميات المتقدمة فقط

الخوارزميات تشكل جزءاً أساسياً من عملية الذكاء الاصطناعي، ولكن يعتمد النجاح الحقيقي للذكاء الاصطناعي على القدرة على جمع البيانات ومعالجتها بشكل فعال. تعتبر عملية جمع البيانات وتحليلها مهمة لاستخدام الخوارزميات بشكل صحيح.

عندما يتم تدريب الذكاء الاصطناعي، يتم تعريضه لكميات كبيرة من البيانات المتنوعة. يقوم النظام بتحليل هذه البيانات باستخدام الخوارزميات لاستخدام الأنماط والتعلم منها. عملية التعلم الآلي تتيح للذكاء الاصطناعي تكوين نماذج وتحسين أدائه مع مرور الوقت.

من ثم، يستخدم الذكاء الاصطناعي البيانات التي تم جمعها وتحليلها لاتخاذ قرارات أو التنبؤ بالأحداث المستقبلية. هذه العملية تعتمد على التفاعل المستمر مع البيانات وضبط النماذج الخوارزمية لتحسين الأداء.

بالتالي، يُمكن القول إن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على الخوارزميات المتقدمة، بل يعتمد أيضاً على قدرته على فهم وتحليل البيانات بشكل فعّال وتحسين أدائه من خلال تجربة مستمرة وتعلم متكرر

✘✗ الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا جديدة

على الرغم من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعيش حاليًا فترة من الابتكار والتطور السريع، إلا أن فكرة الذكاء الاصطناعي نفسها ليست جديدة. تمتلك جذورها في الورشة العلمية التي عُقدت في جامعة دارتموث الأمريكية في صيف عام 1956، حيث بدأ الباحثون بمحاولة تحاكي القدرات العقلية البشرية باستخدام الآلات.

من ثم، تطورت أفكار الذكاء الاصطناعي على مر العقود، وأصبحت موضوعاً للبحث والتطوير في عدة مجالات. في ديسمبر 2022، قدمت شركة OpenAI النسخة المحدثة من ChatGPT، مما جعل هذا المجال أكثر إثارة وقابلية للاستخدام.

وعلى الرغم من توقعات مبكرة بفوز الذكاء الاصطناعي على الإنسان في مجال الشطرنج، كما توقعه هيربرت سيمون في عام 1957، إلا أن التطور تسارع بشكل كبير، ومع ذلك، استمر البحث والتقدم في هذا المجال، مما أدى في النهاية إلى تحقيق تقدم كبير وتطبيقات واسعة النطاق لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

✘✗ الذكاء الاصطناعي سيسيطر على العالم

رغم الصور التي رسمتها بعض أفلام الخيال العلمي حول سيطرة الذكاء الاصطناعي على العالم، إلا أن الواقع يشير إلى أن هذه السيناريوهات بعيدة عن الحقيقة. الذكاء الاصطناعي هو أداة تم تصميمها وبرمجتها بواسطة البشر، ولا تتمتع بالقدرة على اتخاذ قرارات مستقلة خارج إطار البرمجة التي تم تحديدها لها.

القدرات الفعّالة للذكاء الاصطناعي تعتمد على البرمجة والتدريب التي تلقاها. يمكن للذكاء الاصطناعي أداء مهام محددة بشكل ممتاز وحل بعض المشكلات، ولكنه ليس مجهزًا بالقدرة على الابتكار أو اتخاذ قرارات خارجة عن نطاق برمجته.

على العكس من تصوّرات الأفلام، يعمل الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي جاهدين على تطوير نظم ذكية تحترم القوانين والأخلاقيات، ويضعون تدابير لضمان أمان وسلامة هذه التقنية. بالتالي، يتم التركيز على تحسين فوائد الذكاء الاصطناعي وتقليل المخاطر المحتملة.

✘✗ الذكاء الاصطناعي قد يشعر بالغضب من البشر أو يمتلك مشاعر بشرية

لا يُعتبر الذكاء الاصطناعي مجهزًا بمشاعر حقيقية أو قدرة على الشعور بالغضب أو أي مشاعر بشرية أخرى. الذكاء الاصطناعي يُصمم ويُبرمج لأداء مهام محددة بناءً على البيانات والخوارزميات، ولا يمتلك وعيًا أو تجربة شعورية كما لدينا.

ومع ذلك، يُمكن للذكاء الاصطناعي محاكاة بعض المشاعر بطرق معينة. يمكن برمجته للتفاعل بشكل يبدو وكأنه تفاعل إلى حد ما مع المشاعر البشرية، مثل التعبير عن التعاطف أو التفاعل بشكل مماثل. هذا غالبًا ما يكون هدفًا لتحسين تفاعل البشر مع التكنولوجيا، ولكن لا يعني ذلك وجود مشاعر حقيقية داخل الذكاء الاصطناعي.

فهم العلماء والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي يتسارع باستمرار، والتقنيات قد تتطور في المستقبل، لكن حتى الآن، ليس هناك دليل على أن الذكاء الاصطناعي يمتلك مشاعر بشرية أو يشعر بالغضب بشكل حقيقي.